وثائقي | الدريهمي “حصار وانتصار” – الجزء الأول
بقوة بشرية ضخمة معززة بمئات المدرعات وغطاء جوي واسع بالطيران الحربي والأباتشي والتجسسي، وزوارق بحرية مصحوبة بغطاء إعلامي وحملة تهويل واسعة ودعم أمريكي وإسرائيلي مباشر كشفه وزير خارجية الكيان العبري السابق “يسرائيل كاتس” الذي أكد أن (معركة الحديدة جاءت نتيجة الزيارة الثانية للمرتزق هادي إلى تل أبيب) بدأ تحالف العدوان عمليته بهدف إحتلال الساحل الغربي.
وقيادة الثورة تصدر توجيهاتها لمجاهدي الجيش واللجان الشعبية بالتصدي لقوى العدوان وتقطيع أوصال العدو وإدخاله في دائرة استنزاف أجبرته على كبح اندفاعته واتباع استرتيجية تأمين خليفته.
لماذا الدريهمي؟.. الأهمية الاستراتيجية لمدينة الدريهمي بالنسبة لمدينة الحديدة بشكل خاص والساحل الغربي بشكل عام
قوى العدوان السعودي الأمريكي تدشن هجومها الأول على مدينة الدريهمي، وتهاجم بوحشية وقصف عشوائي على المدينة المكتضة بالسكان، والجانب الأمني يحبط نشاط خلية من العملاء في المدينة
يُدشن العدو هجومه الأول على المدينة متسللاً بكتيبة مكونة من 200 مرتزق معززة بالآليات المدرعة وغطاء جوي، أمام 40 مجاهد في مدينة الدريهمي.
ويتمكن المجاهدين -بفضل الله- من قتل وأسر عدد من المرتزقة، أحد الأسرى المرتزقة كان بحوزته جهاز اتصال لاسلكي.
استغل المجاهدين الجهاز لاختراق صفوف الكتيبة لتنفيذ أكبر عملية استدراج بنداء يدعو جميع المنافقين للتوجه إلى النقطة التي سيتم الإجهاز عليهم.
ليتحقق نصر كبير للمجاهدين بمقتل واصابة وأسر أكثر من 150 مرتزق، في منعطف جديد يباركه السيد القائد برسالة خاصة رفعت معنويات المجاهدين وزادت من عزمهم، ودفعت بالمزيد من المجاهدين الآخرين إلى الإلتحاق بمجاهدي الدريهمي.
فيما يلي نص رسالة السيد القائد:
((بيض الله وجوهكم ورفع من شأنكم وقدركم.. لقد بيضتم وجه الشعب اليمني بالكامل.. حفظكم الله وأيدكم، وآمل أن تواصلوا هذه العمليات النوعية باستمرار)).
يحاول العدو الإنتقام لهزيمته بالتفاف 5 ألوية تحاصر مدينة الدريهمي من ثلاث اتجاهات ممنياً نفسه باستسلام وانسحاب المجاهدين عبر المنفذ المتبقي
ترك المجاهدين الحرية لأهالي مدينة الدريهمي في التنقل أو النزوح، لكن جرائم العدوان عززت من قناعة الأهالي بوحشية قوى العدوان، وأمام مجازر المرتزقة اختار أبناء الدريهمي البقاء وحماية أرضهم من الغزاة وتشكيل كتلة صلبة من التلاحم الأخوي مع المجاهدين لمواجهة مصير مشترك، كان له الأثر الكبير في اندماج المجاهدين والأهالي كالأسرة الواحدة وتعزيز حالة صمود المدينة طوال الأيام القادمة.
اشتداد زحوف قوى العدوان على مدينة الدريهمي وتناقص المؤن والذخائر على المجاهدين قبل الإطباق عليها من جميع الجهات وحصارها طوال الأيام القادمة..
فارق امكانيات كبيرة بين قوى العدوان ومجاهدي الجيش واللجان الشعبية، ورسالة خاصة لمجاهدي الدريهمي من قائد المنطقة العسكرية الخامسة “أبو حسين المداني”، وتعزيز المجاهدين بآخر مدد قبل اطباق الحصار عليهم من جميع الجهات
قراءة في عوامل قوة العدو وعوامل قوة المجاهدين وأهالي مدينة الدريهمي؛ تباين القوة المادية وفارق الغلبة للمجاهدين
رسالة السيد القائد للمجاهدين بأن الدريهمي تمثل “جبل أحد”، عززت من إرادة المجاهدين وعزمهم على الثبات حتى لو استشهدوا جميعا، وأسست حجر الأساس لصمودهم لمراحل طويلة في تالي الأيام، فيما مثلت عمليات اطباق العدو على المدينة ومحاصرتها ومحاولته قضم أحياء منها مصدرا لثبات المجاهدين وتعزيز قناعتهم بتوليهم مسؤولية أمام الشعب والتاريخ، ليدشنوا مرحلة حرب المدن بطرد العدو من بعض أطراف المدينة واجباره على الخروج منها.
هكذا ثبت المجاهدين خطوط دفاعية كيفت المدينة لتصبح بيئة دفاعية خصبة تهاوت على أسوارها أعتى الزحوف