استكمال المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى بوصول 200 من الأسرى المجاهدين
تفاصيل عملية تبادل الأسرى الأخيرة

الإعلام الحربي/
استقبل مطارُ صنعاءَ الدولي أمس الجمعة اخرَ دفعةٍ من أسرى الجيشِ واللجانِ الشعبية ضمنَ عمليةِ تبادلِ الاسرى عبر رحلتين لطائرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر حملت على متنهما 200 أسير.
وتم في مطارِ صنعاء استقبالٌ رسميٌ وشعبي كبير للاسرى، واكد الأسرى والمستقبلين من أبناء الشعب على صمودِهِم في وجهِ العدوان مطالبين بالمزيدِ من العملياتِ الانسانية في اطارِ الافراج عن بقيةِ الاسرى والمحتجزين.
وتعتبر هذه العملية النوعية هي المرحلة الأولى من التفاهمات الرسمية لتبادل الأسرى مع تأكيدات على اجتماع مقبل للتفاوض حول صفقة جديدة أكبر.
كشف رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى، في مقابلة مع قناة المسيرة، عن تفاصيل أكثر عن عملية تبادل الأسرى الأخيرة وما يخص ملف الأسرى بشكل عام.
وقال المرتضى إن “ما تم الاتفاق عليه في سويسرا تم تنفيذه بنجاح مع بعض الإشكاليات”، كاشفًا أن أحد قادة العدوان في مارب رفض إطلاق سراح 10 من أسرانا فقمنا باستثناء 10 أسرى من العناصر التابعين لهذا القيادي.
وأشار إلى أن الأسرى المحررون في كل عمليات التبادل يخضعون لبرنامج خاص يمر عبره كل الأسرى قبل العودة لعائلاتهم.. مقدماً الشكر لوزير الصحة الذي أسهم في إنجاح الجانب الصحي والإجراءات الطبية للأسرى المحررين.. مؤكداً أن الأسرى تعرضوا للتعذيب والإهمال الصحي والكثير منهم مصاب بأمراض مزمنة ومعدية، لافتًا إلى أن فريق طبي على أعلى مستوى يقوم بمعالجة الأسرى الذين يعانون من أمراض.
وقال المرتضى “قدمنا قائمة بـ1500 أسير حرب لقوى العدوان من جبهات الحدود ومارب والجوف إلا أنهم وافقوا على 40 فقط”، مشيرًا إلى أن قوى العدوان ركزت على أسرى وجرحى ما يسمى بحزب الإصلاح إضافة للخلايا الإجرامية المتورطة برفع إحداثيات وزعزعة الأمن في صنعاء والمحافظات وعناصر تكفيرية.
وأضاف “لا يمكن أن نفضل أسير على أسير، وكل أبناء الجيش واللجان الشعبية هم أبناؤنا”. لافتاً إلى أن الأمم المتحدة اقترحت أن يقدم الطرفان قائمة بكل الأسرى الموجودين، لأن انتقاء الأسرى لا يمكن أن يوصل إلى حل ونحن كنا مع طرح القوائم الكاملة”.
وأكد أن الوضع الميداني وما يسطره أبطال الجيش واللجان الشعبية هو الذي أوصلنا إلى صفقة التبادل، مشيرًا إلى أن الضغط العسكري في الجبهات دفع العدو للقبول بصفقة الأسرى، مؤكدًا أن العدو كان يماطل ويعرقل قبل أن تقوم القوات المسلحة بأسر أعداد كبيرة منهم.
وشدد المرتضى على أن المفاوضات المحلية مسار قوي جدا وكان المسار الوحيد لتحرير الأسرى قبل الصفقة الأخيرة، لافتًا إلى أن التفاوض المحلي أدى لتحرير أكثر من 4 آلاف أسير من أسرى الجيش واللجان الشعبية خلال سنوات.. وتابع قائًلا إن “دول العدوان لها دور سلبي في مسار المفاوضات منذ العام 2015 حين أفشلوا صفقة مع أطراف في عدن”، مردفًا بالقول إن “قوى العدوان دورها سلبي جدا في المفاوضات المحلية لأنها تخشى من أي تفاهم بين اليمنيين”.
وأشار إلى أن الفريق الوطني المعني بملف الأسرى يسير في المفاوضات بقيادة واحدة بينما الطرف الآخر مشتت في قيادته، لافتًا إلى أن الإشكاليات التي يواجهونها هي أن الطرف المفاوض منهم لا يملك صلاحية التوقيع على الكشوفات والاتفاقيات قبل العودة إلى أصحاب القرار الفعلي. وذكر المرتضى أن تعدد الأطراف وعدم وجود صلاحية للمفاوضين في الطرف الآخر هي أهم إشكالية يواجهها الفريق الوطني في ملف الأسرى.
وأكد أن الفريق رفض الاتفاق على ملف الأسرى السعوديين دون وجود طرف سعودي على طاولة المفاوضات، لافتًا إلى أن السعودية شاركت في مفاوضات الأسرى، مضيفًا “نأمل أن يشارك الإماراتيون أيضا في الصفقة القادمة نظرا لوجود مئات المفقودين في مناطق سيطرتها”. مردفاً بالقول إن “السعوديون كانوا يحاولون لعب دور الوسيط لكننا رفضنا إلا أن يشاركوا كطرف مفاوض”.
وكشف المرتضى أنه عندما تم التوافق ونقاش خطة تنفيذ الصفقة الأخيرة تبرأ السعوديون من كل المرتزقة وقالوا إنهم يريدون أسراهم قبل الباقين. مؤكداً أن “لدى القوات المسلحة آلاف الأسرى من المرتزقة والكثير من القيادات والأسرى السعوديين والسودانيين”، وتابع بالقول “لا يمكن أن نترك أسرانا في السجون، ولدينا توجيهات لاستخدام كل الأوراق لتحرير أسرانا”.
وأكد المرتضى أن الفريق الوطني يفاوض من موقع قوة، وسواعد أبناء الجيش واللجان أعطتهم هذه القوة. مشيراً إلى أن حزب الإصلاح يُصر على إخراج عناصره إضافة للقاعدة وداعش والمتورطين في تشكيل خلايا استخباراتية وإجرامية مرتبطة بالخارج.
ووجه المرتضى رسالة لأهالي الأسرى قال فيها “نقول لأهالي الأسرى، لا تقلقوا، لدينا الكثير من أوراق الضغط، وقائد الثورة يتابع ملف الأسرى بكل تفاصيله”. لافتاً إلى أن هناك اهتمام كبير من القيادة السياسية وكل الجهات الرسمية لإنجاح ملف الأسرى ولدينا الكثير من الطرق لتحريرهم. مؤكداً على الإصرار بالمضي قدما في ملف الأسرى وإلى اليوم تم تحرير أكثر من 4700 أسير وسنواصل عملنا لتحرير كل الأسرى”.
هنأ المجلس السياسي الأعلى الأبطال من أسرى الجيش واللجان الشعبية المحررين وذويهم وكافة أبناء الشعب اليمني على نجاح عملية تبادل الأسرى وعودتهم إلى ديارهم ووطنهم بأمن وسلام رافعين رؤوسهم شامخين كجبال نقم وعيبان.
وعبر المجلس السياسي الأعلى في بيان صادر عنه، عن الأمل في أن تكون هذه العملية خطوة أولى تتلوها خطوات للإفراج عن كافة الأسرى على قاعدة الكل مقابل الكل باعتبار ملف الأسرى ملفًا إنسانيًا بالدرجة الأولى لا يجوز المساومة فيه أو تسييسه.
واعتبر المجلس هذا الإنجاز الذي تحقق بتوفيق الله، ثمرة لصبر وثبات الأسرى الأبطال في سجون العدوان، كما ثبتوا في جبهات العزة والكرامة.
وقال البيان “نتعهد في المجلس السياسي الأعلى، لكل الأسرى وذويهم بأننا سنعمل بكل جد لمتابعة هذا الملف حتى عودة آخر أسير إلى وطنه وأهله بإذن الله تعالى”.
وأثنى المجلس على جهود اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التي تكللت بالنجاح، معبرا عن الشكر للمبعوث الأممي ومكتبه والصليب الأحمر على جهودهم الطيبة في هذا الشأن. داعياً الأمم المتحدة والصليب الأحمر لتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في التعذيب الذي يمارس من قبل دول العدوان والإعدامات التي نفذت بحق الأسرى.
وفي السياق ذاته دعا المجلس السياسي الأعلى، الأمم المتحدة إلى العمل الجاد لرفع الحظر وفك الحصار الظالم المفروض على مطار صنعاء وبقية المنافذ البرية والبحرية وإلزام الطرف الآخر بتنفيذ بقية بنود اتفاق السويد وفي مقدمتها ما يتعلق بإيرادات الدولة النفطية والغازية وصرف مرتبات كافة موظفي الدولة.